صناعة الأفلام الوثائقیة وإنتاجھا ومعالجتھا
حتى نصنع فیلمًا وثائقیًا لابد أن نُعرّف أولاً الأفلام الوثائقیة:
■ صناعة الأفلام الوثائقیة ھى جمیع طرق التسجیل فى الفیلم لأي جانب من جوانب
الحقیقة، سواء عبر التصویر المباشرأوالمعاد بناؤه، بھدف: حث الجمھورعلى
القیام بفعل ما لتوسیع تصورات المعرفة، والفھم البشري، حل المشكلات المتعلقة
بالثقافة أوالاقتصاد وغیرھا، بما یتوافق مع الاتحاد الدولى للوثائقیات.
ولدینا 3عناصر تصنع فیلمًا أو برنامجًا من نوع وثائقي: قصة حقیقیة بدون تألیف، أشخاص حقیقیون، مكان حقیقي.
■ كما یوجد تعریف آخر للفیلم الوثائقي: رؤیة شخصیة للواقع، وھو لیس معلومة
خبریة بمعنى أنه ؛ لیس سردًا فقط للمعلومات، ویوجد فیه كل شئ حقیقى بالنسبة
للأشخاص والأماكن؛ فھنا المعیار الأساسى ھو الواقع.
وقد تم ابتكار الفیلم الوثائقي لینزل إلى الواقع، والعمل مع العالم المحیط بنا لیواجه الحقیقة بفعالیة، ویناقش
المشاكل العامة بطریقة تحلیلیة وممتعة، ویمزج جمالیات الفن مع حیاة المجتمع.
كلما كان أكثراستقلالیة وجرأة وشفافیة ، زاد أداء المعجزات.
شاھد أیضًا: 1 - أفضل بودكاست عربي: 3 مفاتیح لسرد وإنتاج القصص للجماھیر.
2 - شخصیات من عالم السینما: 15 خطوة لبنائھا فى السیناریو.
3 - مفھوم المعالجة السینمائیة: 6 محطات لخلق قصة فیلم.
4 - بناء نموذج سیناریو فیلم: 3 شروط للمشھد المثالى.
ما الذي یمیز إنتاج الفیلم الوثائقي production film Documentary؟
■ یھدف الفیلم الوثائقي إلى خلق تجربة إنسانیة؛ یسافر معنا عبر حدود الزمن، ویضعنا
داخل المكان، ویطیل عمر الشخص، ویجعله دائمًا رائعًا. بینما تھتم التقاریرالإخباریة
بنقل المعلومات، تُركزالأفلام الوثائقیة على تحلیل المعلومات، وتقدیمھا ضمن قصة أو
مجموعة من القصص؛ تُوقظ المشاعر، وتُثري الروح.
من أبسط تعریفات الفیلم الوثائقي أنه غیر تمثیلي أو خیالي. في الفیلم الوثائقي نصور الواقع، ونحن سجناء الحقیقة.
■ لكن في الروائي نُعید تمثیل الواقع حیث یتصرف المؤلف كما یرید. الروائي یختار
البذو،ر ویزرعھا، ویرعاھا حتى تُؤتي ثمارھا. یلقي الفیلم الوثائقي الخطاف، والأشیاء
الجمیلة تأخذ قیمتھا من الانتظار.
الفكرة فى صناعة الأفلام الوثائقیة industry film Documentary:
وفیما یلي سنتناول المعالجة فى صناعة الأفلام الوثائقیة:
■ مدارس الفن الوثائقي:
■ وھنا نتطرق إلى مدارس صناعة الأفلام الوثائقیة التي ظھرت منذ عشرینیات القرن
الماضي:
1 - المنتج والمخرج البریطاني جون جریرسون:
■ وھو الأب الروحي للفیلم الوثائقي الملقب بالعراب، ورائد السینما الوثائقیة، ویعتقدأن السینما مطرقة تُعید تشكیل الواقع وتنتقده، ولیست مرآة تعكس صورته فقط.
وعلیه، فإن الموضوع أھم من الشكل، والإقناع الفكري له الأسبقیة على جمالیات
المخرجات، كما اھتم بالتخطیط المسبق والتعلیق الصوتي على الأفلام الوثائقیة في
مرحلة ما قبل الإنتاج.
2 - المخرج الأمریكي روبرت فلاھیرتي:
■ اھتم بالجودة العالیة في المظھر، والجمالیات فى صناعة الفیلم الوثائقى.3 - المخرج الروسي دزیغا فیرتوف:
بالنسبة لیفرتوف ، یعد التحریر أساس الفن السینمائي، والعین التي تشبه الكامیرا تُراقب الحقائق، والمصنع ھو مونتاج ینظمه، ویعید قراءته. وھو یرى الفن كأداة لإحداث ثورة في الواقع، وسلاح للنضال التاریخي، كما یجب تسخیرالتكنولوجیا لخدمة الأیدیولوجیا.
■ ھو صاحب فیلم ”الرجل ذو الكامیرا السینمائیة“ الذي صدر عام 1929، وھو مُصنف
ضمن أفلام ”سیمفونیة المدن“، ركز البریطاني جریرسون على المحتوى الفكري
لخدمة وظیفة الوعي الاجتماعي ، بینما رأى الأمریكي فلاھیرتي أن الفیلم ھو ما تصنعه الكامیرا لأغراض الترفیه.
وكان فیرتوف الروسي مھتمًا بالمونتاج، وسحره الخارق في خدمة الأفكار الثوریة، وبالطبع فإن تركیزأي منھا على تفعیل عنصرمعین، لا یعني إھمال العناصرالأخرى.
وللمزید عن إنتاج الفیلم الوثائقى فى الفیدیو التالى :
■ كما تقدم صناعة الفیلم الوثائقي رؤیة إبداعیة للواقع مع الواقع نفسه، لذلك یجب
التفاعل مع العالم، حتى یتم الاستفادة من كل الحقائق الموجودة فیه ، وتحویل مفاجآته
إلى مكاسب. قد تصبح قصة فشل صناعة الأفلام الوثائقیة ھي الفیلم نفسه أیضًا ، لكن
غالبًا ما یعاني الفیلم الوثائقي من میزانیته المالیة المحدودة.
لذلك ھنا إما أن تخوض في البحر الذي تحبه ، أو تقف على الجسر، وتكتفي بالرغبات، وبالتالى فإن أعظم
الفنون البشریة ھي تلك التي یتم إنتاجھا في أوقات الشدة، والضیق.
■ ویضاف إلى ذلك فإن ”مدرسة الدراما الوثائقیة“ قد نشأت بعد الحرب العالمیة الثانیة
لتعویض النقص في المواد الوثائقیة والصور، وھنا نتنازل عن شرطین للفیلم الوثائقي: الشخصیات، والمكان الحقیقي، من خلال استخدام الممثل، والدیكور الصناعي
في جزء من الفیلم، و المبرر لذلك ھو التعویض، ولیس إنتاج فیلم روائي طویل.
■ فإذا قررت استخدام التمثیل الدرامي في صناعة الأفلام الوثائقیة، فتأكد من تقدیم
نسخة طبق الأصل من الحقیقة، والالتزام بشروط الفترة الزمنیة، والمنطقة الجغرافیة
التي وقعت فیھا الأحداث، وعدم الذھاب إلى النجم الشھیر، أوالفاعل لأداء الدورالمطلوب.
الفكرة فى صناعة الأفلام الوثائقیة industry film Documentary:
■ الأفكار تبحث عنا، ونحن نبحث عنھا، كلما زادت وسائل المراقبة لدینا، وكانت
حواسنا أكثر حساسیة، زادت فرصتنا في اختیار الفكرة الفعالة، مما یضمن نصف
الطریق إلى فیلم وثائقي ناجح. لكن ما ھي خصائص الفكرة الفعالة؟
■ جریئة وجدیدة ومبتكرة وقابلة للتنفیذ، قریبة من الجمھور ، ویمتد تأثیرھا وتفاعلاتھا
في الواقع الحي، غنیة بالمصادر الموثوقة، وتتماشى مع السیاسات التحریریة للوسیلة الإعلامیة.
■ وفیما یلي سنتناول المعالجة فى صناعة الأفلام الوثائقیة:
المعالجة ھى الخطوط العریضة التي تقود الفیلم لإعداد البحث عن المعلومات التي تعمل في ملف تعریف الفكرة الرئیسي، ھي لیست مجرد بحث فكري، ولا قائمة لقطات التصویر التفصیلیة، كما أنھا لیست السیناریو النھائي فى صناعة الفیلم الوثائقى.
■ إذن ما الھدف من إنشائه؟ لتخبرنا كیف تحول الأفكار إلى مشاھد مرئیة، وتحكي القصة لفیلم ما؟
■ فیلم ”الكولسترول المطلوب رقم واحد“، یتناول تحقیق بسیط في قالب بولیسي، ویثیر
المشاھد بالحدیث عن مسرح جریمة، وضحیة، وقاتل، ومشتبه بھم، وعصابة. كما یتم استخدام الرسوم الكارتونیة لتسھیل فھم وظائفھم.
■ وفي الختام: ھذه ھي المھام التي تساعدنا على تحقیق معالجة ناجحة فى إنتاج أفضل
الأفلام الوثائقیة : عمل بحث أكادیمي، إجراء مسح میداني، مشاھدة أي أفلام سابقة عن نفس الموضوع، ودراسة الأرشیف المتاح.
تابعنا على السوشیال میدیا : فیس بوك، انستجرام، تویتر.